قوله تعالى (ليس بأمانيكم) اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر، وإنما دل عليه سبب الآية. وذلك أن اليهود قالوا نحن أصحاب الجنة، وقالت النصارى ذلك. وقال المشركون لانبعث، فقال: ليس بأمانيكم: أى ليس ما ادعيتموه.
قوله تعالى (من ذكر أو أنثى) في موضع الحال وفى صاحبها وجهان: أحدهما ضمير الفاعل في يعمل. والثانى من الصالحات أى كائنة من ذكر أو أنثى، أو واقعة ومن الاولى زائدة عند الاخفش، وصفة عند سيبويه: أى شيئا من الصالحات (وهو مؤمن) حال أيضا.
قوله تعالى (ممن أسلم) يعمل فيه أحسن، وهو مثل قولك: زيد أفضل من عمرو: أى يفضل عمرا، و (لله) يتعلق بأسلم، ويجوز أن يكون حالا من " وجهه " (واتبع) معطوف على أسلم، و (حنيفا) حال، وقد ذكر في البقرة، ويجوز أن يكون هاهنا حالا من الضمير في اتبع (واتخذ الله) مستأنف.
[١٩٦]
قوله تعالى (ومايتلى) في " ما " وجوه: أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفى، وعلى هذا قول الكوفيين لانهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار.
والثانى أن يكون في موضع نصب على معنى: ونبين لكم مايتلى لان يفتيكم يبين لكم.
والثالث هو في موضع رفع، وهو المختار.
وفى ذلك ثلاثة أوجه: أحدها هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم، وجرى الجار والمجرور مجرى التوكيد، والثانى هو معطوف على اسم الله وهو قل الله، والثالث أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: ومايتلى عليكم في الكتاب يبين لكم، وفى تتعلق بيتلى، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يتلى، و (في يتامى) تقديره: حكم يتامى، ففى الثانية بما تعلقت به الاولى لان معناها مختلف، فالاولى ظرف والثانية بمعنى الباء: أى بسبب اليتامى كما تقول: جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد، وقيل الثانية بدل من الاولى، ويجوز أن تكون الثانية تتعلق بالكتاب: أى ماكتب في حكم اليتامى، ويجوز أن تكون الاولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف، ويتامى (النساء) أى في اليتامى منهن.