وأفرد مثلا لانها في معنى المصدر، ومثله " أنؤمن لبشرين مثلنا " وقد جمع في قوله " ثم لايكونوا أمثالكم " وقرئ شاذا " مثلهم " بالفتح، وهو مبنى لاضافته إلى المبهم، كما بنى في قوله " مثل ماأنكم تنطقون " ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى، وقيل نصب على الظرف كما قيل في بيت الفرزدق: * وإذ مامثلهم بشر * أى أنكم في مثل حالهم.
[١٩٩]
قوله تعالى (الذين يتربصون) في موضع جر صفة للمنافقين والكافرين، ويجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف: أى هم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر (فإن كان لكم فتح من الله) ومايتصل به، ويجوز أن يكون في موضع نصب عن إضمار أعنى (نستحوذ) هو شاذ في القياس، والقياس نستحذ (على المؤمنين) يجوز أن يتعلق بيجعل، وأن يكون حالا من سبيل.
قوله تعالى (وهو خادعهم)، و (كسالى) حالان (يراء ون) يقرأ بالمد وتخفيف الهمزة، ويقرأ بحذف الالف وتشديد الهمزة: أى يحملون غيرهم على الرياء وموضعه نصب على الحال من الضمير في كسالى، ويجوز أن يكون بدلا من كسالى، ويجوز أن يكون مستأنفا (إلا قليلا) نعت لمصدر محذوف أو زمان محذوف.
قوله تعالى (مذبذبين) هو منصوب على الذم، وقيل هو حال من الضمير في يذكرون، والجمهور على فتح الذال على مالم يسم فاعله: أى أن نفاقهم حملهم على التقلب، ويقرأ بكسر الذال الثانية: أى متقلبين، وليست الذال الثانية بدلا عند البصريين بل ذبذب أصل بنفسه.
وقال الكوفيون: الاصل ذبب، فأبدل من الباء الاولى ذالا وذلك في موضع بينهما: أى بين الايمان والكفر، أو بين المسلمين واليهود (لاإلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) وإلى يتعلق بفعل محذوف: أى لاينتسبون إلى هؤلاء بالكلية ولا إلى هؤلاء بالكلية، وموضع لا إلى هؤلاء نصب على الحال من الضمير في مذبذبين: أى يتذبذبون متلونين.


الصفحة التالية
Icon