قوله تعالى (لكن الراسخون) الراسخون مبتدأ و (في العلم) متعلق به. و (منهم) في موضع الحال من الضمير في الراسخون (والمؤمنون) معطوف على الراسخون، وفى خبر الراسخون وجهان: أحدهما (يؤمنون) وهو الصحيح. والثانى هو قوله " أولئك سنؤتيهم " (والمقيمين) قراء ة الجمهور بالياء، وفيه عدة أوجه: أحدها أنه منصوب على المدح: أى وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين، وإنما يأتى ذلك بعد تمام الكلام، والثانى أنه معطوف على ما: أى يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين، والمراد بهم الملائكة، وقيل التقدير: وبدين المقيمين فيكون المراد بهم المسلمين، والثالث أنه معطوف على قبل، تقديره: ومن قبل المقيمين، فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه، والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك، والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك، والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم، وهذه الاوجه الثلاثة عندنا خطأ، لان فيها عطف الظاهر على المضمر من غير إعادة الجار، وأما (المؤتون الزكاة) ففى رفعه أوجه: أحدها هو معطوف على الراسخون، والثانى أنه معطوف على الضمير في الراسخون، والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون، والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون، والخامس هو خبر مبتدأ محذوف: أى وهم المؤتون، والسادس هو مبتدأ، والخبر (أولئك سنؤتيهم) وأولئك مبتدأ، ومابعده الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف: أى ونؤتى أولئك.
قوله تعالى (كما أوحينا) الكاف نعت لمصدر محذوف ومامصدرية، ويجوز أن تكون مابمعنى الذى، فيكون مفعولا به تقديره: أوحينا إليك مثل الذى أوحينا
[٢٠٣]
إلى نوح من التوحيد وغيره، و (من بعده) في موضع نصب متعلق بأوحينا، ولايجوز أن يكون حالا من النبيين، لان ظروف الزمان لاتكون أحوالا للجثث، ويجوز أن يتعلق من النبيين، وفى (يونس) لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه، وكل هذه الاسماء أعجمية إلا الاسباط وهو جمع سبط.


الصفحة التالية
Icon