والزبور فعول من الزبر وهو الكتابة، والاشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب. ويقرأ بضم الزاى وفيه وجهان: أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد مثل فلس وفلوس، والثانى أنه مصدر مثل القعود والجلوس، وقد سمى به الكتاب المنزل على داود.
قوله تعالى (ورسلا) منصوب بفعل محذوف تقديره: وقصصنا رسلا، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل دل عليه أوحينا: أى وأمرنا رسلا، ولا موضع لقوله (قد قصصناهم)، و (لم نقصصهم) على الوجه الاول لانه مفسر للعامل، وعلى الوجه الثانى هما صفتان، و (تكليما) مصدر مؤكد رافع للمجاز.
قوله تعالى (رسلا) يجوز أن يكون بدلا من الاول وأن يكون مفعولا: أى أرسلنا رسلا، ويجوز أن يكون حالا موطئة لما بعدها كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا، ويجوز أن يكون على المدح: أى أعنى رسلا، واللام في (لئلا) يتعلق بما دل عليه الرسل: أى أرسلناهم لذلك، ويجوز أن تتعلق بمنذرين أو مبشرين أو بما يدلان عليه، و (حجة) اسم كان وخبرها للناس. وعلى الله حال من حجة، والتقدير: للناس حجة كائنة على الله، ويجوز أن يكون الخبر على الله، وللناس حال، ولايجوز أن يتعلق على الله بحجة لانها مصدر، و (بعد) ظرف لحجة، ويجوز أن يكون صفة لها، لان ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها.
قوله تعالى (أنزله) لاموضع له، و (بعلمه) حال من الهاء: أى أنزله معلوما أو أنزله وفيه علمه، أى معلومه، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل: أى أنزله عالما به (والملائكة يشهدون) يجوز أن يكون لاموضع له، ويكون حكمه كحكم لكن الله يشهد، ويجوز أن يكون حالا: أى أنزله والملائكة شاهدون بصدقه.
قوله تعالى (لم يكن الله ليغفر لهم) قد ذكر مثله في قوله " وماكان الله ليضيع - و - ماكان الله ليذر ".
[٢٠٤]
قوله تعالى (إلا طريق جهنم) استثناء من جنس الاول، لان الاول في معنى العموم إذ كان في سياق النفى و (خالدين) حال مقدرة.


الصفحة التالية
Icon