قوله تعالى (قد جاء كم الرسول بالحق) بالحق في موضع الحال: أى ومعه الحق أو متكلما بالحق، ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أى جاء بسبب إقامة الحق و (من) حال من الحال، ويجوز أن تكون متعلقة بجاء: أى جاء الرسول من عند الله (فآمنوا خيرا) تقديره عند الخليل وسيبويه: وأتوا خيرا فهو مفعول به، لانه لما أمرهم بالايمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه، وقيل التقدير، إيمانا خيرا، فهو نعت لمصدر محذوف، وقيل هو خبر كان المحذوفة: أى يكن الايمان خيرا، وهو غير جائز عند البصريين لان كان لاتحذف هى واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لابد منه، ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب شرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه، وقيل هو حال ومثله " انتهوا خيرا " في جميع وجوهه.
قوله تعالى (ولاتقولوا على الله إلا الحق) الحق مفعول تقولوا: أى ولا تقولوا إلا القول الحق، لانه بمعنى لاتذكروا ولاتعتقدوا، والقول هنا هو الذى تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و (المسيح) مبتدأ، و (عيسى) بدل أو عطف بيان، و (رسول الله) خبره و (كلمته) عطف على رسول، و (ألقاها) في موضع الحال وقد معه مقدرة وفى العامل في الحال ثلاثة أوجه: أحدها معنى كلمته لان معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب، فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه.
والثانى أن يكون التقدير: إذ كان ألقاها، فإذ ظرف للكلمة، وكان تامة، وألقاها حال من فاعل كان، وهو مثل قولهم: ضربى زيدا قائما.


الصفحة التالية
Icon