قوله تعالى (فإذا) هى للمفاجأة، و (حبالهم) مبتدأ والخبر إذا فعلى هذا (يخيل) حال، وإن شئت كان يخيل الخبر، ويخيل بالياء على أنه مسند إلى السعى:
[١٢٤]
أى يخيل إليهم سعيها، ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال، وذكر لان التأنيث غير حقيقى أو يكون على تقدير يخيل الملقى، و (أنها تسعى) بدل منه بدل الاشتمال ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال: أى تخيل الحبال ذات سعى.
ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال، وأنها تسعى بدل منه، وقيل هو في موضع نصب: أى يخيل إليهم بأنها ذات سعى، ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء، أى تخيل الحبال إليهم سعيها.
قوله تعالى (تلقف) يقرأ بالجزم على الجواب، والفاعل ضمير ما، وأنث لانه أراد العصا، ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه السلام ونسب ذلك إليه لانه يكون بتسببه، ويقرأ بضم الفاء على أنه حال من العصا أو من موسى، وهى حال مقدرة، وتشديد القاف وتخفيفها قراء تان بمعنى، وأما تشديد التاء فعلى تقدير: تتلقف، وقد ذكر مثله في مواضع (إن ماصنعوا) من قرأ (كيد) بالرفع ففى " ما " وجهان أحدهما هى بمعنى الذى، والعائد محذوف. والثانى مصدرية، ويقرأ بالنصب على أن تكون ماكافة، وإضافة كيد إلى ساحر إضافة المصدر إلى الفاعل، وقرئ كيد سحر وهو إضافة الجنس إلى النوع.
قوله تعالى (في جذوع النخل) في هنا على بابها، لان الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه: وقيل هى بمعنى على.
قوله تعالى (والذى فطرنا) في موضع جر: أى وعلى الذى، وقيل هو قسم (ماأنت قاض) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى: أى افعل الذى أنت عازم عليه. والثانى هى زمانية: أى اقض أمرك مدة ماأنت قاض (هذه الحياة الدنيا) هو منصوب بتقضى، و " ما " كافة: أى تقضى أمور الحياة الدنيا، ويجوز أن يكون ظرفا، والمفعول محذوف، فإن كان قد قرئ بالرفع فهو خبر إن.


الصفحة التالية
Icon