قوله تعالى (بصرت بما لم يبصروا) يتعدى بحرف جر، فإن جئت بالهمز تعدى بنفسه كفرح وأفرحته، ويبصروا بالياء على الغيبة يعنى قوم موسى، وبالتاء على الخطاب، والمخاطب موسى وحده، ولكن جمع الضمير لان قومه تبع له، وقرئ بصرت بكسر الصاد، وتبصروا بفتحها، وهى لغة (قبضت) بالضاد بمل ء الكف وبالصاد بأطراف الاصابع وقد قرئ به، و (قبضة) مصدر بالضاد والصاد، ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض فتكون مفعولا به، ويقرأ قبضة بضم القاف وهى بمعنى المقبوض.
قوله تعالى (لامساس) يقرأ بكسر الميم وفتح السين وهو مصدر ماسه: أى لاأمسك ولاتمسنى، ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل: أى لاتمسنى وقيل هو اسم للخبر: أى لايكون بيننا مماسة (لن تخلفه) بضم التاء وكسر اللام أى لاتجده مخلفا مثل أحمدته وأحببته، وقيل المعنى سيصل إليك، فكأنه يفى به، ويقرأ بضم التاء وفتح اللام على مالم يسم فاعله، ويقرأ بالنون وكسر اللام: أى لن تخلفه فحذف المفعول الاول.
قوله تعالى (ظلت) يقرأ بفتح الظاء وكسرها وهما لغتان، والاصل ظللت بكسر اللام الاولى فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء ومن فتح لم ينقل، (لنحرقنه) بالتشديد من تحريق النار، وقيل هو من حرق ناب البعير إذا وقع بعضه على بعض،
[١٢٧]
والمعنى لنبردنه وشدد للتكثير، ويقرأ بضم الراء والتخفيف وهى لغة في حرف ناب البعير (لننسفنه) بكسر السين وضمها وهما لغتان قد قرئ بهما.
قوله تعالى (وسع) يقرأ بكسر السين والتخفيف، و (علما) تمييز، أى وسع علمه كل شئ، ويقرأ بالتشديد والفتح وهو يتعدى إلى مفعولين، والمعنى أعطى كل شئ علما، وفيه وجه آخر وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شئ عظيم كالارض والسماء، وهو بمعنى بسط، فيكون علما تمييز (كذلك) صفة لمصدر محذوف: أى قصصا كذلك: أى نقص نبأ من أنباء.


الصفحة التالية
Icon