قوله تعالى (إلا الله) الرفع على أن إلا صفة بمعنى غير، ولايجوز أن يكون بدلا، لان المعنى يصير إلى قولك: لو كان فيهما الله لفسدتا، ألا ترى أنك لو قلت: ماجاء نى قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى: جاء نى زيد وحده، وقيل يمتنع البدل،
[١٣٢]
لان ماقبلها إيجاب، ولايجوز النصب على الاستثناء لوجهين: أحدهما أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: لو جاء نى القوم إلا زيدا لقتلتهم: كان معناه أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم، فلو نصبت في الآية لكان المعنى: إن فساد السموات والارض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفى ذلك إثبات إله مع الله، وإذا رفعت على الوصف لايلزم مثل ذلك، لان المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
والوجه الثانى أن آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين، لانه لاعموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.
قوله تعالى (ذكر من معى) الجمهور على الاضافة، وقرئ بالتنوين على أن تكون " من " في موضع نصب بالمصدر، ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام مالم يسم فاعله، ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم، والتقدير: هذا ذكر من كتاب معى، ومن كتاب قبلى ونحو ذلك فحذف الموصوف.
قوله تعالى (الحق) الجمهور على النصب بالفعل قبله، وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.
قوله تعالى (بل عباد) أى هم عباد، (مكرمون) بالتخفيف والتشديد، و (لايسبقونه) صفة في موضع رفع.
قوله تعالى (فذلك) في موضع رفع بالابتداء، وقيل في موضع نصب بفعل دل عليه (نجزيه) والجملة جواب الشرط، و (كذلك) في موضع نصب ب‍ (نجزى) أى جزاء مثل ذلك.


الصفحة التالية
Icon