قوله تعالى (قل ربى) يقرأ على لفظ الامر وعلى لفظ الماضى، و (احكم) على الامر، ويقرأ ربى أحكم على الابتداء والخبر، و (تصفون) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم.
٢١٩]
قوله تعالى (ويقول) يقرأ بالرفع من غير واو العطف وهو مستأنف، ويقرأ بالواو كذلك، ويقرأ بالواو والنصب، وفى النصب أربعة أوجه: أحدها أنه معطوف على يأتى حملا على المعنى، لان معنى عسى الله أن يأتى وعسى أن يأتى الله واحد، ولايجوز أن يكون معطوفا على لفظ أن يأتى، لان أن يأتى خبر عسى، والمعطوف عليه في حكمه، فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى إسم عسى، ولا ضمير في قوله " ويقول الذين آمنوا " فيصير كقولك: عسى الله أن يقول الذين آمنوا.
والثانى أنه معطوف على لفظ يأتى على الوجه الذى جعل فيه بدلا، فيكون داخلا في اسم عسى، واستغنى عن خبرها بما تضمنه اسمها من الحدث، والوجه الثالث أن يعطف على لفظ يأتى وهو خبر، ويقدر مع المعطوف ضمير محذوف تقديره: ويقول الذين آمنوا به، والرابع أن يكون معطوفا على الفتح تقديره: فعسى الله أن يأتى بالفتح، وبأن يقول الذين آمنوا (جهد أيمانهم) فيه وجهان: أحدهما أنه حال وهو هنا معرفة، والتقدير: وأقسموا بالله يجهدون جهد أيمانهم، فالحال في الحقيقة مجتهدين، ثم أقيم الفعل المضارع مقامه، ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه. والثانى أنه مصدر يعمل فيه أقسموا، وهو من معناه لامن لفظه.


الصفحة التالية
Icon