وأما قوله (وأن أكثركم فاسقون) ففى موضعه وجهان: أحدهما أنه معطوف على أن آمنا، والمعنى على هذا: إنكم كرهتم إيماننا وامتناعكم: أى كرهتم مخالفتنا إياكم، وهذا كقولك للرجل: ماكرهت منى إلا أننى محبب إلى الناس وأنت مبغض وإن كان قد لايعترف بأنه مبغض، والوجه الثانى أنه معطوف على " ما " والتقدير: إلا أن آمنا بالله، وبأن أكثركم فاسقون.
قوله تعالى (مثوبة) منصوب على التمييز والمميز بشر. ويقرأ " مثوبة " بسكون الثاء وفتح الواو، وقد ذكر في البقرة، و (عند الله) صفة لمثوبة (من لعنه) في موضع من ثلاثة أوجه: أحدها هو في موضع جر بدلا من شر.
والثانى هو في موضع نصب بفعل دل عليه أنبئكم: أى أعرفكم من لعنه الله.
والثالث هو في موضع رفع: أى هو من لعنه الله (وعبد الطاغوت) يقرأ بفتح العين والباء، ونصب الطاغوت على أنه فعل معطوف على لعن، ويقرأ بفتح العين وضم الباء، وجر الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وحدث، وهو في معنى الجمع، ومابعده مجرور بإضافته إليه، وهو منصوب بجعل، ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر مابعده، وهو جمع عبد مثل سقف وسقف، أو عبيد مثل قتيل وقتل، أو عابد مثل نازل ونزل، أو عباد مثل كتاب وكتب، فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر، ويقرأ " عبد الطاغوت " بضم العين وفتح الباء وتشديدها مثل ضارب وضرب، ويقرأ " عباد الطاغوت " مثل صائم وصوام: ويقرأ " عباد الطاغوت " وهو ظاهر مثل صائم
[٢٢١]
وصيام، ويقرأ " وعابد الطاغوت " و " عبد الطاغوت " على أنه صفة مثل حطم، ويقرأ " وعبد الطاغوت " على أنه فعل مالم يسم فاعله، والطاغوت مرفوع، ويقرأ " وعبد " مثل ظرف: أى صار ذلك للطاغوت كالغريزى، ويقرأ " وعبدوا " على أنه فعل والواو فاعل، والطاغوت نصب، ويقرأ " وعبدة الطاغوت " وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة.