قوله تعالى (وقد دخلوا) في موضع الحال من الفاعل في قالوا، أو من الفاعل في آمنا، و (بالكفر) في موضع الحال من الفاعل في دخلوا: أى دخلوا كفارا (وهم قد خرجوا) حال أخرى، ويجوز أن يكون التقدير: وقد كانوا خرجوا به.
قوله تعالى (وأكلهم) المصدر مضاف إلى الفاعل، و (السحت) مفعوله، ومثله عن قولهم الاثم.
قوله تعالى (ينفق) مستأنف، ولايجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين: أحدهما أن الهاء مضاف إليها، والثانى أن الخبر يفصل بينهما، ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما (للحرب) يجوز أن يكون صفة لنار فيتعلق بمحذوف، وأن يكون متعلقا بأوقدوا، و (فسادا) مفعول من أجله.
قوله تعالى (لاكلوا من فوقهم) مفعول أكلوا محذوف، ومن فوقهم نعت له تقديره: رزقا كائنا من فوقهم، أو مأخوذا من فوقهم (ساء ما يعملون) ساء هنا بمعنى بئس، وقد ذكر فيما تقدم.
قوله تعالى (فما بلغت رسالته) يقرأ على الافراد، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع، لان جنس الرسالة مختلف.
قوله تعالى (والصابئون) يقرأ بتحقيق الهمزة على الاصل، وبحذفها وضم الباء والاصل على هذا صبا بالالف المبدلة من الهمزة، ويقرأ بياء مضمومة، ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ماقبلها، ولم يحذفها لتدل على أن أصلها حرف يثبت، ويقرأ بالهمز والنصب عطفا على الذين، وهو شاذ في الرواية صحيح في القياس، وهو مثل الذى في البقرة، والمشهور في القراء ة الرفع.
وفيها أقوال: أحدها قول سيبويه: وهو أن النية به التأخير بعد خبر إن، وتقديره: ولا هم يحزنون "، والصابئون كذلك، فهو مبتدأ والخبر محذوف، ومثله: * فإنى وقيار بها لغريب *. أى فإنى لغريب وقيار بها كذلك.
[٢٢٢]
والثانى أنه معطوف على موضع إن كقولك: إن زيدا وعمرو قائمان، وهذا خطأ لان خبر إن لم يتم، وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو وخبر، وإن جعلته خبر عمرو لم يبق لان خبر، ثم هو ممتنع من جهة المعنى لانك تخبر بالمثنى عن المفرد.