قوله تعالى (أن لاتكون) يقرأ بالنصب على أن أن الناصبة للفعل، وحسبوا بمعنى الشك، ويقرأ بالرفع على أن أن المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف(١) وجاز ذلك لما فصلت " لا " بينها وبين الفعل، وحسبوا على هذا بمعنى علموا، وقد جاء الوجهان فيها، ولايجوز أن تكون المخففة من الثقيلة مع أفعال الشك والطبع، ولا الناصبة للفعل مع علمت وماكان في معناها، وكان هنا التامة (فعموا وصموا) هذا هو المشهور، ويقرأ بضم العين والصاد وهو من باب زكم وأزكمه الله، ولا يقال عميته وصممته، وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسم فاعله وهو قليل، واللغة الفاشية أعمى وأصم (كثير منهم) هو خبر مبتدإ محذوف: أى العمى والصم كثير، وقيل هو بدل من ضمير الفاعل في صموا، وقيل هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه: أى كثير منهم

_________________________
(١) (قوله وخبرها محذوف) كذا بالنسخ التى بأيدينا، وصوابه أن يقول: واسمها محذوف كما لايخفى اه‍ مصححه. (*)
[٢٢٣]
عموا وهو ضعيف، لان الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوى به غيره، وقيل الواو علامة جمع لا اسم، وكثير فاعل صموا.
قوله تعالى (ثالث ثلاثة) أى أحد ثلاثة، ولا يجوز في مثل هذا إلا الاضافة (وما من إله) من زائدة وإله في موضع مبتدأ، والخبر محذوف: أى وما للخلق إله (إلا الله) بدل من إله، ولو قرئ بالجر بدلا من لفظ إله كان جائزا في العربية (ليمسن) جواب قسم محذوف وسد مسد جواب الشرط الذى هو وإن لم ينتهوا و (منهم) في موضع الحال، إما من الذين، أو من ضمير الفاعل في كفروا.
قوله تعالى (قد خلت من قبله الرسل) في موضع رفع صفة لرسول (كانا يأكلان الطعام) لا موضع له من الاعراب (أنى) بمعنى كيف في موضع الحال، والعامل فيها (يؤفكون) ولايعمل فيها نظرا لان الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
قوله تعالى (مالا يملك) يجوز أن تكون " ما " نكرة موصوفة، وأن تكون بمعنى الذى.


الصفحة التالية
Icon