قوله تعالى (في الخمر والميسر) في متعلقة بيوقع، وهى بمعنى السبب: أى بسبب شرب الخمر وفعل الميسر، ويجور أن تتعلق في بالعداوة، أو بالبغضاء: أى أن تتعادوا، وأن تتباغضوا بسبب الشرب، وهو على هذا مصدر بالالف واللام معمل، والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل، إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء (فهل أنتم منتهون) لفظه استفهام، ومعناه الامر: أى انتهوا، لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الامر.
قوله تعالى (إذا مااتقوا) العامل في إذا معنى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح: أى لايأثمون إذا مااتقوا.
قوله تعالى (من الصيد) في موضع جر صفة لشئ، ومن لبيان الجنس،
[٢٢٦]
وقيل للتبعيض إذ لايحرم إلا الصيد في حال الاحرام، وفى الحرم وفى البر والصيد في الاصل مصدر، وهو هاهنا بمعنى المصيد، وسمى مصيدا وصيدا لمآله إلى ذلك وتوفر الدواعى إلى صيده، فكأنه لما أعد للصيد صار كأنه مصيد (تناله) صفة لشئ، ويجوز أن يكون حالا من شئ لانه قد وصف، وأن يكون حالا من الصيد (ليعلم) اللام متعلقة بليبلونكم (بالغيب) يجوز أن يكون في موضع الحال من " من " أو من ضمير الفاعل في يخافه: أى يخافه غائبا عن الخلق، ويجوز أن يكون بمعنى في: أى في الموضع الغائب عن الخلق، والغيب مصدر في موضع فاعل.


الصفحة التالية
Icon