قوله تعالى (حسبنا) هو مبتدأ وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، و (ماوجدنا) هو الخبر " ما " بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، والتقدير: كافينا الذى وجدناه ووجدنا هنا يجوز أن تكون بمعنى علمنا، فيكون (عليه) المفعول الثانى، ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا فتتعدى إلى مفعول واحد بنفسها.
وفى عليه على هذا وجهان: أحدهما هى متعلقة بالفعل معدية له كما تتعدى ضربت زيدا بالسوط.
والثانى أن تكون حالا من الآباء، وجواب (أو لو كان) محذوف، تقديره: أو لو كانوا يتبعونهم.
قوله تعالى (عليكم أنفسكم) عليكم هو اسم للفعل هاهنا، وبه انتصب أنفسكم، والتقدير: احفظوا أنفسكم، والكاف والميم في عليكم في موضع جر لان اسم الفعل هو الجار والمجرور، وعلى وحدها لم تستعمل اسما للفعل، بخلاف رويدكم فإن الكاف والميم هناك للخطاب فقط ولاموضع لهما لان رويدا قد استعملت اسما للامر للمواجه من غير كاف الخطاب، وهكذا قوله: " مكانكم أنتم وشركاؤكم "، الكاف والميم في موضع جر أيضا، ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى (لايضركم) يقرأ بالتشديد والضم على أنه مستأنف، وقيل حقه الجزم على جواب الامر ولكنه حرك بالضم إتباعا لضمة الضاد، ويقرأ بفتح الراء على أن حقه الجزم وحرك بالفتح
[٢٢٩]
ويقرأ بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد وهو من ضاره يضيره، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الضاد وهو من ضاره يضوره، وكل ذلك لغات فيه، و (إذا) ظرف ليضر، ويبعد أن يكون ظرفا لضل لان المعنى لايصح معه.
قوله تعالى (شهادة بينكم) يقرأ برفع الشهادة وإضافتها إلى بينكم، والرفع على الابتداء، والاضافة هنا إلى بين على أن تجعل بين مفعولا به على السعة، والخبر اثنان، والتقدير: شهادة اثنين، وقيل التقدير: ذوا شهادة بينكم اثنان، فحذف المضاف الاول، فعلى هذا يكون (إذا حضر) ظرفا للشهادة، وأما (حين الوصية) ففيه على هذا ثلاثة أوجه: أحدها هو ظرف للموت.
والثانى ظرف لحضر، وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت.


الصفحة التالية
Icon