يعني أن الهمز المتطرف إذا كان مضموما أو مكسورا و تحرك ما قبله (كتفتؤ و لكل امرئ ) و نحوهما مما فيه وجه البدل فبعض النقلة يسهله بين بين مع الروم و هو ما روي عن سليم عن حمزة أنه كان يجعل الهمزة في جميع ذلك بين بين و لا يتأتي ذلك إلا مع الروم و مثله الهمز المتطرف بعد ألف و قد ذكرناه مع وجه إبداله استفاء لما فيه و هذا معني قول الشاطبي ( و ما قبله التحريك أو ألف ) الخ أما الهمز المفتوح نحو ( بدأ و ذرأ ) فلا روم فيه فهو باق علي إبداله مدا وجها واحدا و لا نظر إلى من شذ برومه أو منعه في الحركات الثلاث و قوله و لا تشممن الخ يعني أنه لا إشمام و لا روم في المبدل مدا مطلقا و إنما يكون كل منهما فيما تغير من المتطرف بنقل أو إدغام كما بينا أو بإبداله ياء مضمومة في المضموم بعد كسر أو واوا مكسورة في المكسور بعد ضم عند الأخفش كـ (برئ) و كأمثال ( اللؤلؤ) و يتحصل في الأول خمسة أوجه تقديرا و أربعة لفظا و هي إبدال الهمزة ياء ساكنة فمضمومة ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم رومها و إشمامها ثم تسهيل الهمزة بين بين مع الروم و في الثاني أربعة أوجه تقديرا و ثلاثة لفظا و هي إبدال المتطرفة واوا ساكنة فمكسورة ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم رومها و ثم تسهيل الهمزة بين بين مع الروم و كذا يكون كل منهما فيما أبدل ياء أو واوا محركتين اتباعا للرسم كما سيأتي و هذا معني قول الشاطبي ( و أشمم و رم فيما سوي متبدل ) الخ ثم ذكر التخفيف الرسمي بقوله
قال الناظم
و قد ورد التسهيل كالرسم فاحذفن | بضم كمستهزون مالون مسجلا |
و قد مر تسهيل و إبداله بيا | ثلاث بهذا الباب صحت تنقلا |
و خاطين مستهزين فاحذف و متكيـ | ـن خاسين الصابين روس سهلا |