و قوله و هشامهم الخ يعني أن هشاما يوافق حمزة في الهمز المتطرف في جميع الباب و هذا معني قول الشاطبي رضي الله عنه ( ومثله يقول هشام ) الخ فإذا وقفت علي نحو ( رئاء الناس و برءاؤا و بالبأساء ) حققت الهمز الأولي و أجريت المتطرف مجراه و يأتي له في قوله تعالي ( جزاؤا الحسني ) في الكهف اثنا عشر وجها خمسة القياس و سبعة علي رسمه بالواو و قد تقدمت في نحو (أم لهم شركاؤا و جزاؤا بالشوري ) وأما حمزة فيقف عليه بالتسهيل بين بين مع المد و القصر لأنه يقرؤه بالنصب مع التنوين و يأتي لهشام أيضا و في ( و مكر السئ) ما يأتي في نحو ( لكل امرئ ) و ليس لحمزة فيه إلا الإبدال مدا لأنه يقرأه بإسكان الهمزة
قال الناظم
و إن حرف مد قبل همز مسهل | ففي مده كل علي أصله تلا |
أي إذا أتي حرف مد عن قبل همز مسهل بين بين في نحو ( سواء و السواء) فكل من حمزة و هشام علي مذهبه في مده فيمد حمزة مد طويلا و يمد هشام مدا متوسطا و لم يختلفوا في باقي الأوجه
و هذا ما انتهت إليه الهمة و فيه كفاية من قصير الباع و عديم الاطلاع لكنه يقول كما قال القائل ( حمدت الله ربي إذ هداني لما أدركت مع عجزي و ضعفي فمن لي بالخطأ فأرد عنه و من لي بالقبول و لو بحرف و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
قال الناظم
و تم بعون الله نظمي حسبما | تلقيته عذبا فراتا و سلسلا |
و العذب الماء الحلو و الفرات الصادق في الحلاوة و السلسل السهل الدخول في الحلق يرد أنه ما تضمنه هذا النظم من الأوجه في غاية من التحرير و التهذيب ليس فيها شاذ و لا ضعيف و لا مقول فيه من قبل الرأي بل كل شاف كاف ثم ذكر من تلقي عنه بقوله
قال الناظم
عن الكوكب الدري التهامي شيخنا | أستاذنا أعني الرضى أحمد الملا |