إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا) بتوفية صفاتها وإخراجها
وقوله :
(وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصْلِهِ) أي مخرجه.
وقوله :
(وَاللَّفْظُ فِي نَظِيْرِهِ كَمِثْلهِ) :
أي إن تلفظت بمثل الحرف السابق فاللاحق مثله فإن كان الأول مرققاً رققت الثاني أو مفخماً فخمت الثاني لتكون القراءة على نسق واحد.
وقوله :
(مُكَمِّلاً مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُّفِ)
أي لا تنطع في القراءة ولا تقعر ولذا قال :
(بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِلاَ تَعَسُّفِ)
فليحترز الترتيل عن التمطيط، وفي الحدر عن الإدماج، إذ القراءة كما قال أشياخنا كالبياض إن قلَّ صار سُمرة وإن زاد صار بَرَصاً، قال ﷺ :( اقرؤوا القرآن بلحون العرب وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر )(١)، ويعنى بذلك الحبيب ﷺ : التعالي في القراءة، والتنطع وزيادة المدود، وإخضاع القرآن للموسيقى، فإذا كانت الموسيقى هي الخاضعة للقرآن فلا بأس لقول رسول الله ﷺ :( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )(٢)، وقد صح أن رسول الله ﷺ وقف على باب أبي موسى الأشعري مرة فلما صلى مع رسول الله ﷺ الصبح قال :( يا أبا موسى لقد وقفت على بابك أستمع إلى قراءتك وحسن صوتك لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود )، فقال أبو موسى :( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لو علمت بوقوفك لحبرته لك تحبيراً )(٣) أي لحسنت صوتي أحسن، فدل على أن الصوت الجميل والموسيقى السمحة الطيبة التي لا تجحف بالقرآن مستحبة، ثم قال رسول الله ﷺ ( فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم )(٤) أعاذنا الله من ذلك بمنه إن شاء الله.

(١) تخريج
(٢) تخ
(٣) تخريج
(٤) تخريج


الصفحة التالية
Icon