قلت : يجوز ذلك بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنا فلابد من التعوذ في كل لحظة، وقد أوصاني أشياخي أن أتعوذ في أول القراءة وبعد انتهاء القراءة ؛ أما في أول القراءة فلئلا يُلَبِّس الشيطان عليَّ القراءة، وأما بعد القراءة فلئلا أغتر بحسن العمل وذلك من الشرك الخفي، وإذا كان الشيطان يوسوس للأنبياء والرسل فلم لا نتحرز منه دائماً وأبداً قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) إذاً فالشيطان لا يترك نبياً ولا ولياً ولا رسولاً ولا صديقاً فيستحب دوام التعوذ في كل حال.
وأما صيغها :
فأفضلها :( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) فإن زدت تنزيهاً لربك مما صح في سنة رسول الله ﷺ كأن قلت :( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم )، أو قلت :( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )، أو قلت :( أعوذ بالله العظيم ووجه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) جاز ذلك كله إن شاء الله مادام المصدر في هذا التنزيه سنة رسول الله ﷺ الصحيحة، قال الإمام ابن الجزري في طيبته :

وقل أعوذ إن أردت تقرا كالنحل جهراً لجميع القرا
وإن تغير أو تزد لفظا فلا تعد الذي قد صح مما نقلا
وقال الإمام الشاطبي :


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
إِذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرَأُ فَاسْتَعِذْ جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللهِ مُسْجَلاَ
عَلَى مَا أَتَى في النَّحْلِ يُسْراً وَإِنْ تَزِدْ لِرَبِّكَ تَنْزِيهاً فَلَسْتَ مُجَهَّلاَ
وَقَدْ ذَكَرُوا لَفْظَ الرَّسُولِ فَلَمْ يَزِدْ وَلَوْ صَحَّ هذَا النَّقْلُ لَمْ يُبْقِ مُجْمَلاَ