وقوله تبارك وتعالى :( فمن اضطر في مخمصة ) ترى أكثرهم يقولون بتفخيم الميمين تبعا للخاء.
ومثل قوله :( رب لا تذرني فرداً ) ترى أكثرهم يقولون ( فرضاً ) فلابد من عمل اللسان واستعمال الفك وهو كناية عن الفم في مثل هذا كله، فتقول :( مريم، فرداً، والأرض، مخمصة، بسطت، وقد فرضتم، قال أحطت ).
كذا إذا التقى كافان ترى أكثرهم يقولون :( شركم ) فلا يعتني بإحداها بينما الواجب أن يقول ( شرككم ).
كذا الهمس في التاء فترى أكثرهم يهمس التاء أكثر من اللازم فيقول ( فأتْتْبعنا )، ( آتْتْ ) وهذا خطأ بينما الواجب أن يقول ( فأتبعنا ) همس بسيط.
كذا تخليص التاء من الضاد في نحو( وقد فرضتم ).
وكذا تخليصها من الطاء ( فقال أحطت ).
وكنا إذا مررنا بمثل ذلك عند مشايخنا يقول لي شيخي : إخل طرف، إخل طرف يا ولد، خلص هذا من هذا.
وكان أشياخنا يسمون مثل هذا : تخليص، أي تخليص مفخم من مرقق أو تخليص حرف من آخر فجُل كلام الناظم ـ رحمه الله ـ في باب الترقيق والتفخيم على مثل هذا.
بيد أن لي كلام في مراتب التفخيم ويأتي فيما بعد، بعد التعليق على كلام الناظم إن شاء الله قال الناظم :-
(فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ)
بالفاء على البيان بعد أن قال :(إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ) فكأنه يقول : وأُعَلِّمك ذلك (فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ) وقرئ ( ورققا مستفلاً من أحرف ) والمستفل هو ضد المستعلي.
(وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ ) كـ ( ما، وجا، وفا، ولا ) فإن بعض الناس يقولون يفخمون ( ما، جا، لا )، ولا تفخم بحال إلا إذا كان قبلها راء مفخمة أو حرف استعلاء كـ :( خالق، طائعين، ضالين، خائفين، صادقين، غائبين، قالوا، أوهم قائلون، وهم راكعون، خبيراً، بصيراً ) فلا تفخم الألف إلا في مثل هذا، هكذا مثال الألف.