يعني ورقق أيها القارئ الحاء من قوله ( حصحص ) لوجود الصاد بعد الحائين مخافة أن تختلط الحاء بالصاد، وكذا الحاء من ( أحطت ) لوجود الطاء بعدها مخافة إدماجها بالطاء، وكذا الحاء من ( حق ) مخافة إدماجها بالقاف، وأظهر أيها القارئ سين ( مستقيم ) مخافة إدماجها بالتاء بعدها للتقارب، والسين من ( يسطو) مخافة إدماجها بالطاء، والسين من ( يسقو) مخافة إدماجها بالقاف.
يريد بهذا الكلام كله مراعاة إظهار الحروف مخرجاً وصفةً وذاتاً في حالة النطق، قال الناظم :-
وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا | لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا |
وهذه الحروف لها مراتب في تفخيمها ولها مراتب في أيها أولى بالتفخيم :
أما مراتب تفخيمها فسبع :
أولها : المفتوح بالألف كـ :( قالوا، قائلون، وطائعين، وخائفين ).
ثانيها : المفتوح بغير ألف مثل :( قد نعلم، طبع الله، ظلموا أنفسهم، خلقكم، ضرب لكم، طوعاً أو كرهاً، فغفر له ).
ثالثها :- المضموم بالواو كـ :( الطور، ونفخ في الصور، قوا أنفسكم ).
رابعها :- المضموم بلا واو: ( قل انظروا، ضرب بينهم، أم خلقوا، صرفت أبصارهم، قرآن، طبع ).
خامسها : الساكن قبل الضم :( يقتلون، يصهر، يغفر ).
سادسها :- الساكن قبل فتح :( يطبع، يخرج، سأصرف، يخدعون ).
سابعها :- الساكن قبل كسر :( اقرأ، اصبر، اضرب، فطرت ).
واعلم أن الخاء والغين إذا جاء قبلهما كسرٌ عارض أو أصلي فلابد من ترقيقهما مثل قوله :( لا تزغ قلوبنا، الذي اختلفوا، إن في اختلاف، رب اغفر ).
قلت في ذلك :-
وحرف الاستعلاء في غين وخا | إن جاء كسر قبل ذين رققا |
وذاك في حال سكون يا فتى | فافهم كلامي يا أخي وطبقا |