وأما أَي الحروف أولى بالتفخيم وأقوى ؟.
فقد سمعت من شيخي الشيخ : محمود محمد خبوط بقنا بصعيد مصر :

مراتب التفخيم حصرها يفي طب ضاً فصبق ظل قل غير خفي
يعني أن أقوى الحروف تفخيماً الطاء سيما إذا كانت مفتوحة بعدها ألف، يليها الضاد يليهما الصاد يليها الظاء يليها القاف يليها الغين يليها الخاء.
لذا قال الناظم :
وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا
قال الناظم :
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُّ معَ بَسَطتَّ وَالخُلْفُ بِنَخْلُقْكُمْ وَقَعْ
ــعْ
بين أيها القارئ الإطباق من ( أحطت ) فلا تدع التاء تطغى على الطاء، ولا تدع الطاء تطغى على التاء، وكذا الحال في بسطت.
وأما قوله ( والخلف بنخلقكم وقع ) فذلك في قوله تعالى في سورة المرسلات :(ألم نخلقكم من ماء مهين ) : فقرأ بعضهم بكمال الإدغام، وقرأ الآخرون بظهور صفة القاف مع الكاف، والأرجح الإدغام الكامل، وكذا قرأنا.
قال الناظم :
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
احرص أيها القارئ على سكون اللام في ( جعلنا ) وإياك وتمييعها، فإن بعض القراء يقول ( وجعلنا )(١) يريد بذلك الحرص على السكون بينما هو يحركها.
وكذا ( أنعمت ) بعضهم لا يراعي سكون النون فيقول ( أنَعمت ) ( إنَ أَنتم ) (أنَ آمنوا بالله )، والمطلوب أن يُلصَق اللسان بعليا الثنايا حتى لا يتحرك.
وكذا خلص أيها القارئ ترقيق (الميم ) من تفخيم ( الغين، والضاد ) في (المغضوب )، فيقرأ هكذا ( غير المغضوب )(٢).
وكذا خلص انفتاح اللامين وترقيقهما من الضاد في ( ضللنا )، هذا معنى قوله :
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
ثم قال :
(١) أي بفتح اللام.
(٢) غير المغضوب بترقيق الميم.


الصفحة التالية
Icon