وقوله :( وأبن في يوم ) يعني لا تدغم أيها القارئ الياء من ( في ) في الياء من (يوم )، وافصل ما بين المعتل منهما والمحرك.
وكذلك ( قالوا وهم ) افصل أيها القارئ ما بين الواوين المعتلة والمتحركة.
وكذلك ( قل نعم ) احرص أيها القارئ على تخليص لام ( قل ) من نون ( نعم).
والأشبه بهذا الكلام أن يكون من الباب السابق لا من باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين.
وكذا احرص أيها القارئ على تخليص الحاء من الهاء في ( سبحه ).
وتخليص الغين من القاف في ( لا تزغ قلوب ).
وتخليص اللام من التاء في ( فالتقمه الحوت ).
المبحث العاشر
في أحكام المد وأقسامه وأنواعه
وربما أطلت النفس في هذا الباب لأهميته، فأقول :
المد لغة : المط، يقال مد جسمه : أي مطه، ومد في الكلام أي مطه.
واصطلاحاً : إطالة الصوت بحرف من حروف العلة بقدر مخصوص.
واجباته ثلاثة :
الألف الساكن(١) المفتوح ما قبله، والياء الساكن المكسور ما قبله، والواو الساكن المضموم ما قبله.
أسبابه ثلاثة :
الهمز، والسكون العارض، والسكون الأصلي.
وزاد بعضهم اللين، وأرى أنه ضمن السكون العارض.
وهو قسمان :
أصلي، وفرعي.
وأنواعه أربعة :
ضروري، ولازم، وواجب، وجائز.
وبهذا الترتيب نبين كل صنف فنقول :
أما الضروري :
فهو الأصلي، ومعنى أصلي أنه لا يتوقف على سبب وهو الطبيعي وسمي طبيعياً لأنه تألفه الطبيعة. وقلنا بضرورته لأن القرآن بدونه نوع من العبث بل كلامنا العادي بدونه نوع من العبث، واختبر نفسك أتستطيع أن تقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بدون مد طبيعي ؟ الجواب : لا. فوجوده في كلام الناس فضلاً عن كلام الله ضرورة ويمد مقدار حركتين، والحركة بقدر ضم الإصبع أو فتحه بحالة متوسطة.
ومثاله :( قالوا )، ( قلنا )، ( بسم الله )، ( جئناه )، ( فرضنا )، ( ها )(٢)، ( نادى ).
(٢) من ( كهيعص ) فاتحة مريم.