ولنضرب لذلك مثالاً أو مثالين أو ثلاثة لتقيس ما غاب على ما حضر :
( الحاقة )، و( الصاخة )، و( الطامة )، و( وحاجّه )، و( أتحاجّونّي )، والمرجح أن سبب الثقل الإدغام، لأن ( الحاقة ) أصلها ( الحاقِقة ) و( الصاخة ) أصلها ( الصاخخة ) و( الطامة ) أصلها ( الطاممة ) و( حاجه ) أصلها ( حاججه ) و(أتحاجوني ) أصلها ( أتحاججونني )، و( الجانّ ) أصلها ( الجانن )، وعلى اعتماد الإدغام سبباً في الثقل جميع القراء وأكثرهم، هذا كله مثال للكلمي المثقل، ويسمى مد لازم كلمي مثقل فرعي، ويسمى في الوقت نفسه إدغام مثلين كبير لأن (حاقة ) أصلها ( حاققة ) أدغمت القاف في القاف فصارت ( حاقّة )، و( حاجه ) أصلها ( حاججه ) أدغمت الجيم في الجيم، ( تحاجوني ) أصلها ( تحاججونني ) و(تأمرونّي ) أصلها ( تأمرونني ) و( الطامة ) أصلها ( الطاممة ) و( الصاخة ) أصلها (الصاخخة ) أدغم المثلان الكبيران في بعضهما فأحدث ثقلاً، لذا قلنا : كلمي مثقل، وينبغي أن نقول : مد لازم كلمي مثقل وإدغام مثلين كبير، ونقول : كبير لأن سبب المد اللازم السكون الأصلي لا السكون العارض، فينبغي أن يكون الإدغام مثلين كبيراً.
النوع الثاني : المد اللازم الكلمي المخفف : وهو في كلمتي ( ءالآن ) بموضعي يونس، ويسمى مد لازم كلمي مخفف، لازم لحكمه ولزومه ست حركات، وكلمي لكونه في كلمة، ومخفف لأنه ليس بعد حرف المد ثقل.
واعلم أن هاتان الكلمتان مع قوله تعالى :( ءآلذكرين ) موضعي الأنعام، ومع قوله تعالى :( قل ءآلله أذن لكم ) بيونس، ( ءآلله خير أما يشركون ) بالنمل، في هذه الكلمات الست لكل القراء وجهين :
الوجه الأول : المد اللازم ست حركات، ( ءآلذكرين ) مد لازم كلمي مثقل، غير أن الثقل هنا ليس إدغاماً وإنما هو شدة، شدة الذال، وكذا ( ءآلله خير ) ( ءآلله أذن لكم ) كل هذه تعتبر مداً لازماً مثقلاً بشدة، فلا يقال فيها إدغام مثلين كبير.