فأما ابن الجزري وأشياعه قالوا : إنه يمد في الوقف ست حركات لأنه زاد سببه فصار سببين الهمز والسكون العارض، وما دام قد زاد سببه تزيد مرتبته فيمد ست حركات ؛ فإن كان منصوباً ( كالسماء ) و( الماء ) ووقفنا عليه فيكون فيه ست حركات بالسكون الخالص ( السماءْ ) ( الماءْ )، وإن كان مجروراً ( كالنساء ) ( الدعاء ) ( الماء ) فست حركات بالسكون، وست حركات بالروم نقول ( ربنا وتقبل دعاء ) بالسكون(١)، و( ربنا وتقبل دعاء ) بالروم(٢).
و الروم : هو الإتيان بثلث حركةْ وصلِ الحرف بحيث يسمعه القريب ولا يسمعه البعيد، قال إمامنا الشاطبي :

ورومك إسماع المحرك واقفاً بصوت خفي كل دان تنولا
قال ابن الجزري في الطيبة :
والروم إتيان ببعض الحركة إشمامهم إشارة لا حركة
وإن كان مرفوعاً ( كيشاءُ ) و( الدعاء ) كان فيه ثلاثة أوجه :
الأول : الستة بالسكون ( يشآءْ ).
الثاني : الستة بالروم ( يشاءُ ) ؛ والستة بالإشمام ( يشاء ).
والإشمام : هو إطباق الشفتين بعد سكون الحرف إشارة بالضم بلا صوت مع سعة قليلة للنفس فيهما ولا يدرك إلا بالبصر يعنى لا يعرف إلا إذا قُرِأَ على شيخ.
قال الإمام الشاطبي :
والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما يسكن لا صوت هناك فيصحلا
أي فيسمع.
وقال ابن الجزري :
( إشمامهم إشارة لا حركة )
كذا قال ابن الجزري وأشياعه في المتصل الموقوف عليه.
فإن سئلت عنه قلت : هذا مد متصل واجب عارض للسكون، وأصل سبب المتصل الهمز، لكن لما زاد سبباً آخر فوق الهمز وهو السكون العارض صار ست حركات وقفاً هذا رأي شيخنا ابن الجزري وأشياعه.
وأما رأي الشيخ ابن مهران في كتابه ( المدود ) فيقول : إن المتصل الموقوف عليه سببه السكون العارض وما دام سببه السكون العارض فيعامل معاملة السكون العارض إلا أن الهمزة تمنع قصره.
(١) وبالمد ست حركات.
(٢) وبالمد ست حركات.


الصفحة التالية
Icon