والفرق بين المذهبين أن ابن مهران قال : إن سبب الوقف السكون العارض، وسبب الوصل الهمزة، وابن الجزري قال : إن سبب الوقف والوصل الهمزة، والعارض ضيف، وابن مهران قال إن الهمزة ضيف منعت قصر المتصل وقفاً.
ويتفرع على المد المتصل ما يسمى باللين المتصل الواجب العارض للسكون (كشيء ) ( سوء ) ومذهب القراء فيه القصر والتوسط والمد.
وقال بعضهم بكراهية القصر لأنه همز متصل، لكن الوجوه الثلاثة راجحة، ولا يأتي إلا مجروراً ومرفوعاً مثل ( شيءٍ )، ( شيءٌ )، ( سَوءٍ ) فإذا كان مجروراً ففيه القصر بالسكون والروم، والتوسط، والمد بالسكون، ويسمى مد لين متصل عارض للسكون، أما إذا جاء مرفوعاً ففيه سبعة أوجه : القصر حركتان بالسكون، والإشمام، والروم، فتلك ثلاثة، والتوسط بالسكون والإشمام، والمد بالسكون والإشمام فتلك سبعة. فإذا جاء منصوباً ( كشيء ) قلنا حرف لين متصل وبدل عوض عن التنوين.
هذا بيان النوع الثالث من أنواع المدود وهو الواجب.
وبقي النوع الرابع وهو : الجائز :
وينحصر في ثلاثة مدود :
المنفصل، والبدل، والعارض للسكون :
أولاً : المنفصل :
سمي منفصلاً لانفصال سببه عن موجبه، فالموجب في كلمة والسبب في كلمة أخرى مثال ( يا أيها، في أمها، أمره إلى، ها أنتم ) لذا سمي منفصلاً.
وقلنا جائزاً : لجواز الوجوه كلها فيه، فيقرأ بالقصر، ويقرأ بالثلاث، ويقرأ بالأربع، ويقرأ بالخمس، ويقرأ بالست حسب جميع الروايات.
فعندنا في رواية حفص من طريق الحرز يقرأ بالخمس والأربع، وفي رواية حفص من طريق الطيبة يقرأ بالقصر والثلاث والأربع والخمس، ويقرأ بالست في غير هذه الرواية. فلقبوله جميع أنواع المدود قلنا جائزاً.
واعلم أن حفصا من طريق الحرز يمده أربع حركات وخمس حركات، أما قول صاحب التحفة :
(وَجَائِزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ)


الصفحة التالية
Icon