ويلاحظ أيضاً أن الإشمام لا يُنطق به إلا في حالتين :
الحالة الأولى : في رواية حفص وعند جميع القراء في قوله تعالى ( مالك لا تأمنا).
والحالة الثانية : في إدغام المرفوع في قراءة أبي عمرو نحو قوله :( حيث شئتما ) وباقي أنواع الإشمام لا ينطق بها.
ففي قوله ( مالك لا تأمنا ) عند جميع القراء وجهان : الروم، والإشمام لأن أصلها ( تأمنُنا ) ولم يقرأ أحد بالإدغام المحض إلا أبو جعفر ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ لذا قال العلامة خلف الحسيني:
وإشمام تأمنا لكل ورومه...... وقد قيل بالإدغام محضاً ووهلا
يعني من قرأ بالإدغام المحض غير أبي جعفر فطريقه ضعيف موهل، فالإشمام هكذا ( مالك لا تأمنا ) بإخراج جزء من الغنة من الشفتين مع الخيشوم. أما الروم فـ ( مالك لا تأمنا ) بالنطق بثلث حركة النون المضمومة كما تقدم.
فائدة :
يقاس على المد العارض للسكون ما يسمى بهاء التأنيث الممدودة ( كالصلاه )، و( الحياه )، و( تقاه ) وهاء التأنيث في الوقف هاء، وفي الوصل تاء، فإذا سئلت عنها قلت : هاء تأنيث ممدودة عارضة للسكون، وليس فيها روم ولا إشمام مهما كان جنسها.
قال الإمام الشاطبي :

وفي هاء تأنيث ونون الجميع قل وعارض شكل لم يكونا ليدخلا
قال الإمام ابن الجزري في الطيبة :
وهاء تأنيث ونون الجمع مع عارض تحريك كلاهما امتنع
أي الروم والإشمام.
فائدة :
وأيضاً ما يسمى بهاء الضمير الممدودة كثير كـ ( فيه )، ( القوه )، و( رأوه )، و( رآه )، ( عليه ) وهي في الوقف هاء، وفي الوصل هاء، وهذه الهاء اختلف فيها القراء في الوقف عليها : فبعضهم لم يبح فيها الروم والإشمام، وبعضهم أباح الروم والإشمام في كل حال.
والمذهب الثالث هو: إن كان قبلها كسر أو ياء أو ضم أو واو فلا روم ولا إشمام، وإن لم يكن ففيها الروم والإشمام.


الصفحة التالية
Icon