وَالمَدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى... وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
نَوَّعَ المد : إلى ثلاثة أنواع وهي : لازم، وواجب، وجائز.
والأصح ما قلناه أنه : ضروري، ولازم، وواجب، وجائز.
ثم قال :
فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ... سَاكِنُ حَالَيْنِ
يوضح السبب في مد اللازم أنه الساكن الأصلي الذي لا يتغير في الحالين وقفاً أو وصلاً.
ثم قال :(وَبِالطُّولِ يُمَدْ)، والطول عند القراء هو المد المشبع ست حركات، والحركة بقدر ضم الإصبع أو فتحها بحالة متوسطة.
قال الناظم :
وَوَاجِبٌ إنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ... مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
يريد إذا جاء السبب والموجب في كلمة ( كأولئك ) و( شاء ) و( السماء )، وهو ما يسمى بالمد المتصل.
قال الناظم :
وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ... أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفًا مُسْجَلاَ
اقتصر على نوعين من أنواع المد الجائز : وهو المنفصل، والمد العارض للسكون، وترك البدل وما تفرع من العارض للسكون كهاء التأنيث الممدودة، وهاء الضمير الممدودة.
وقوله في أول الكلام :( وجائز وهو وقصر ثبتا ) إن أراد به قصر المد البدل أو التخير في المد العارض فمسلم، إن أراد به قصر المد المنفصل فهو جائز عند غيرنا ويكون معنى الكلام : السبب في علة الجواز ؛ وإلا فحفص من طريقنا يقرأ بالتوسط، وفويق التوسط أربع وخمس حركات.
وقد تم هذا المبحث النفيس بحمد الله وتوفيقه، والله أعلم.
المبحث الحادي عشر
في الضاد والظاء
قال الناظم :
وَالضَّادَ بِسْتِطَالَةٍ وَمَخْرَجِ مَيِّزْ
أي ميز أيها القارئ الضاد بالمخرج، وصفة الاستطالة من الظاء.
أي لا تقرأها بحالة كالظاء وهذا يرد على من يقول و( لا الظآلين ) فهو من ظَلَّ أي أقام لا من الضلال. وإنما تلقى عن قراء القرآن في الضاد حرصاً على خروجها من مخرجها، وقال ربنا ( فاتقوا الله ما استطعتم ).