وهناك جمع غفير من العلماء لا يفرقون بين الوقف والقطع، ويقولون هو بمعنى واحد، ولسنا من هؤلاء إذ كيف يتفق قطع القراءة والوقف بنية استئنافها ؟ لا يستويان.
هذا، والوقف بنية الواقف ينقسم إلى أربعة أقسام :
أولاً : وقف اختياري، وهو ما يستحسنه القارئ فيقف عليه.
ثانياً : وقف اضطراري، وهو ما يضطر القارئ للوقوف عليه، لنفس ضاق أو سعلة أو غير ذلك.
ثالثاً : وقف انتظاري، وهو ما وقف القارئ عليه لعطف قراءة أو رواية أخرى إن كان يقرأ بالقراءات.
رابعاً : وقف اختباري، وهو ما يطلب الشيخ من تلميذه الوقف عليه بنية اختباره كيف يقف، وسمى العلماء هذا النوع من الوقف بوقف الابتلاء.
قال العالم الداني : من لا يعلم وقف الابتلاء لم يكن يوماً من العلماء.
والابتلاء هو الاختبار.
والكلام في هذا الباب إن شاء الله في النوع الأول من الأنواع الأربعة وهو : الوقف الاختياري :
وينقسم الوقف الاختياري عند الإمام ابن الجزري وأتباعه إلى أربعة أقسام :
تام، وكافٍ، وحسن، وقبيح.
وإليك بيانها :
النوع الأول : التام :
وهو ما لا تعلق قبله ولا بعده معنى، ولا لغةً، فهو قائم بذاته، وقد بلغنا أن جبريل ـ عليه السلام ـ أوقف الرسول ـ ﷺ ـ على عشر كلمات أثناء العرضة الأخيرة، وقالوا إن جميعها تامة، فلننظر :
أولاها :( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) في سورة البقرة، وفي رأيي أنه تام.
ثانياً :( قل صدق الله ) وهو عندي ليس بتام لفاء السببية بعده، والراجح أنه من الوقوف الكافية.
الثالث :( ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) ( بسوة المائدة ) وهوعندي تام.
الرابع :( قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) وهو كافٍ ليس تاما، لأنه مقول القائل ولم ينته.
خامساً :( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ) بسورة يوسف وهو كافٍ ليس بتام، لأن الدعوة إلى الله لا تكون إلا على ببصيرة.