النوع الثالث : ما قصد به تحقيق الاستفهام : كقوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصّل ما في الصدور إن ) بسورة العاديات والوقف على ( حصل ما في الصدور ) مع أنه رأس آية، إلا أنه من قبيل الحسن لا التام ولا الكافي.
النوع الرابع : ما كان من كلام الحق لا يرتبط بما قبله معنى ولا لغةً : فالوقف على ما قبله تام كقوله ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) ( واسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً ) ( إن الله كان عليكم رقيباً ) وقد سبق بيان ذلك.
ومن علامات الوقف التام أيضاً الوقف على ما قبل حرف الإضراب وهو ( بل ) كقوله :( أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) ( أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون ) ( ولا هم ينظرون بل تأتيهم بغتة ) وقوله ( سبحان الله عما يصفون بل أتيهم بالحق ). ومعنى الإضراب : نفي ما زعموه وتصديق ما كذبوه، فإن أتت لمضاعفة الذم كقوله ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) فلا يوقف على ما قبلها لأنها ليست للإضراب، وإن أتت لمقول القائل كقوله ( فسيقولون بل تحسدوننا ) ليست للإضراب فلا يوقف على ما قبلها.
ومن الوقف التام الوقف على ( بلى ) قبل إن، مثل قوله تعالى ( بلى إن ربه كان به بصيراً ) فيوقف على بلى، ومثل قوله تعالى ( بلى إنه على كل شيء قدير ) و أما ( بلى وهو الخلاق ) فهو من قبيل الوقف الكافي.
تلك علامات الوقف التام، فلتعيها.
النوع الثاني : الوقف الكافي :
وهو الوقف على كلمة تعلق ما قبلها وما بعدها بها معنى لا لغةً، كقولك :(الحمد لله رب العالمين ) فهو كاف لأن ما بعده متعلق به وهو ( الرحمن الرحيم )، والوقف على ( الرحمن الرحيم ) كاف لأن ما بعده متعلق به معنى وهو ( مالك يوم الدين ) وهذا تام، فـ (الرحمن الرحيم ) نعت لـ (رب العالمين ) و (مالك يوم الدين ) صفة لـ ( الرحمن الرحيم ) وعند ( مالك يوم الدين ) تم المعنى.