ونحو ذلك ( هدى للمتقين ) فقوله ( الذين يؤمنون ) نعت للمتقين.
وقوله ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك ) نعت أيضاً، فالوقف التام على قوله (أولئك هم المفلحون ) فمن قوله تعالى من ( هدى للمتقين ) إلى ( المفلحون ) كلها نعوت وصفات، والتام عند قوله ( وأولئك هم المفلحون )، ولا أعني بذلك منع الوقوف عليها فهي رؤوس آي، وإنما أعني معرفة التام من الكافي.
وتارة يتفاضل الكافي فهناك كافٍ وهناك أكفى منه وهناك أكفى وأكفى، مثل قوله تعالى :( في قلوبهم مرض ) فهذا كافٍ وأكفى منه ( فزادهم الله مرضاً ) وأكفى منهما ( ولهم عذاب أليم )، والتام ( بما كانوا يكذبون ) بسورة البقرة.
النوع الثالث من الوقوف : الوقف الحسن :
وهو أقلها شأناً، والأحب وصلها إن طال النفس إلا في رؤوس الآيات، ويُعفى عنه أيضا في القصص الطويل.
وتعريفه : هو الوقف على لفظ تم معناه وتعلق ما قبله وما بعده به معنى ولغةً، ولا يحسن الوقف عليه إلا في رؤوس الآي كما تقدم، وفيما طالت قصته مثل قوله تبارك وتعالى ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها... ) إلى آخر الآية، ومثل قوله تعالى ( ألم ترَ إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا... ) إلى آخر الآية فإن اتسع النفس استحب وصله في غير رؤوس الآي.
وإليك أمثلة من الوقف الحسن :
كقولك ( إياك نعبد ) وتقف.
( الذين يؤمنون بالغيب ) وتقف.
( ويقيمون الصلاة ) وتقف.......
( والذين يؤمنون بما أنزل إليك ) وتقف.
( وما أنزل من قبلك ) وتقف.......
( أولئك على هدى من ربهم ) وتقف.
وهكذا، كل هذا من قبيل الحسن ووصله أفضل وأجود.
فوائد :
ولنا هنا كلام في الوقوف ينبغي تفصيله والتنبيه عليه :