فمثلاً الوقوف على رؤوس الآيات كقوله تعالى :( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) ثم يبدأ ( في الدنيا والآخرة )، إذا قلت لهم : الوقف هنا. قال لك : الوقوف على رؤوس الآي سنة، أقول : إن الوقوف على رؤوس الآي سنة، وتتحقق السنة بالوقوف على سبع آيات أو ثمان آيات في الربع وعشر آيات في الجزء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )(١)، وكان رسول الله ﷺ يقف على رؤوس الآيات ليبين رأس الآية، فإذا تعارض الوقف على رأس الآية مع المعنى قدم المعنى لقول الله تبارك وتعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )، وأنى لنا أن نتدبر مع اختلال المعنى ونقصه ؟. لذا يفضل وصل الآية بقوله ( في الدنيا والآخرة ) فنقول (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة )، وإلا فأنبئني إذا قلنا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( في الدنيا والآخرة ) هل يستقيم المعنى؟ كلا والله.
وكذلك قوله تبارك تعالى ( وأنزل التوراة والإنجيل ) وتبدأ ( من قبل هدى للناس ) أيليق أن أقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( من قبل هدى للناس ) ؟ هذا اختلال في المعنى.
فإذا وصلنا مثل هذه الآيات المرتبطة معاً لا نخل بسنة النبي ﷺ أبدا فإن مراعاة المعنى في القرآن واجب، فإذا لم يختل المعنى سن لنا أن نقف على رؤوس الآيات سنة مؤكدة.
( وقيل لهم أين ما كنتم تشركون ) ثم أبدأ ( من دون الله قالوا ضلوا عنا ) ألذالك معنى؟.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( في الدنيا والآخرة )، وهل للشيطان سلطان علينا في الآخرة ؟.
( من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ) ما معنى ذلك ؟ فمثل هذه الآيات ينبغي وصلها.
ولا أرى أن رسول الله ـ ﷺ ـ يوصل ما يتعارض مع معاني القرآن وتدبره.

(١) تخريج


الصفحة التالية
Icon