ومن الوقوف الشائعة في سورة البقرة أيضاً قول الله تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله )، وأصبح هذا الوقف مثلاً فكلما كلمت أحداً في نقصان العلم وزيادته قال لك :( واتقوا الله ويعلمكم الله )، فكم من تقي ليس بعالم، وكم من فاجر عالم، فالوقف الصحيح ( واتقوا الله ) ثم نقول ( ويعلمكم الله ) فقد يكون العالم غير تقي، وقد يكون التقي أفضل من العالم، كيف لا وقد قال رسول الله ﷺ :(إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان )(١). فأوضح ﷺ أن من المنافقين علماء، ومن الممكن أن يكون حافظاً للقرآن قارئاً له ومنافق من الذين قال فيهم رسول الله :( يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم )(٢)، ومن الذين قال فيهم ﷺ :( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم )(٣) يعني بهم الخوارج، فالعالم شيء، والتقي شيء، وقد يكون العالم أفضل من التقي، وقد يكون التقي أفضل من العالم، فارتباط العلم بالتقوى لا يشترط، فالمطلوب الوقوف على ( فاتقوا الله ) ثم نقف ( ويعلمكم الله ).
(٢) تخريج
(٣) تخريج