هذا والوقف على ما قبل الاستدراك ممنوع، والاستدراك هو( ولكنَّ ) المسبوقة بالواو، أما ( لكن )(١) يجوز الوقف على ما قبلها لأن ( لكن ) بدون واو لفصل بين الشيء والشيء كقوله تبارك وتعالى ( لكن الذين اتقوا ) فإن ( لكن ) هنا للفصل بين من مأواهم جهنم وبين المتقين، وكذلك ( لكن الرسول والذين آمنوا ) فإن ( لكن ) هنا للفصل بين من جاهد في سبيل الله ومن لم يجاهد، وقوله ( لكن هو الله ربي ) للفصل بين الكافر والمؤمن، فالمحظور الوقف على ما قبل ( ولكن ) المسبوقة بالواو وهي للاستدراك، وكذلك ( ولكن ليبلوكم ) لا يوقف على ما قبلها، ( والله غالب على أمره ولكن )، ( قال بلى ولكن )، وقوله ( لكل ضعف ولكن )، هذه أمثلة الاستدراك الذي لا يوقف على ما قبله.
ومن الوقوف التي لم يشر إليها راسمي المصحف قوله تعالى في سورة النساء :(وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) جميع القراء يصلونها، يقولون ( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم ) فهل الخوف مرتبط بصلاة السفر ؟ لنفرض أننا سافرنا بلا خوف هل نقصر الصلاة أم لا ؟. الوقف الواجب هنا ( إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) وتقف، فهذا جواب شرط إذا، وأما شرط إن :( إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فجواب شرطه محذوف تقديره ( فاقصروا )، الوقف على :( أن تقصروا من الصلاة ) والوقف أيضاً على قوله :( إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) ليتم بيان الحكمان.