فمخارج الحلق ثلاثة، وحروفه ستة، وقيل : سبعة على إدخال الألف من الحلق لأنها إذا يبست صارت همزة، وإذا لانت فهي حرف مد، وخروجها أصلاً من الحلق كذا قال الشاطبي(١) وبعضهم، وتسمى هذه الحروف حلقية.
ثم لَمَّا فرغ من الحلق وحروفه أخذ في بيان مخارج اللسان وحروفه فقال :
(والْقَافُ أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ) أي فوق الحلق مما يلي الحنك الأعلى فهذا مخرج القاف.
(ثُمَّ الْكَافُ أَسْفَلُ) أي أسفل من ذلك أي تحت القاف من الحنك الأعلى، ويسمى الحرفان لَهَوِيَّان لأنهما يخرجان من اللهة مع أقصى اللسان، واللهاة : هي اللحمة المشرفة على الحلق وجمعها ( لُهَىً ولهيات، ولَهَوَات )(٢).
ثم قال (وَالْوَسْطُ) وقرئت ( والوَسَط(٣) )، (فَجِيمُ الشِّينُ يَا) أي وسط اللسان مما يليه من وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم، والشين، والياء.
وأعني بالياء المتحركة أو الساكنة سكوناً صحيحاً، وإلا فقد مضى مخرج الياء إذا كانت معتلة، وقدم بعضهم الشين على الجيم، وتسمى هذه الأحرف الثلاثة شجرية لخروجها من شجر الفم وهو منفتح بين اللحيين.
(وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا) الألف هنا للإطلاق.
(لاضْرَاسَ) نقل حركة همزة الوصل إلى اللام ليستقيم النظم، والمعنى أن الضاد مخرجها من حافتي اللسان، والحافة من الجانب الأيمن أو الأيسر أوكليهما.

(١) قال الشاطبي :
ثلاث بأقصى الحلق واثنان وسطه وحرفان منها أول الحلق جملا
ثم ذكر الشاطبي الحروف فقال :( أهاع حشا غاو خلا ).
(٢) المصباح المنير ٢/٥٥٩.
(٣) والوسط بفتح الواو والسين.


الصفحة التالية
Icon