وإنما الحال أن تقوم السماء والأرض بأمره روحا لقول الله تبارك وتعالى ( قل الروح من أمر ربي ) ثم إذا دعاكم دعوة تقومون أجساداً عندما ينادي المنادي :( أيتها اللحوم المتناثرة والشعور المتبعثرة والعظام النخرة، إن الله يدعوكم لفصل القضاء، تقومون أجساداً، فبأمره أرواحاً، وبدعوته أجساداً، ثم نبدأ ( من الأرض إذا أنتم تخرجون ) فالوقف هكذا :( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة. من الأرض إذا أنتم تخرجون ) فتعالى صاحب الدعوة عن المكان والزمان، وجميع المصاحف تجد الوقف على قوله ( بأمره ) ويصلون ما سوى ذلك، وهذا من الخطأ بمكان.
كما يجب الوقف على قوله :( ما كان لله أن يتخذ من ولد ) بسورة مريم، (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ) بسورة مريم، ( وقالوا اتخذ الله ولدا ) بالبقرة، فيجب الوقف على ( ولدا ) في كل هذا ولا توصل بـ ( سبحانه ) لئلا يكون التسبيح للولد، فإنك لو قلت ( ولداً سبحانه ) أقررت لله باتخاذ الولد والعياذ بالله ! وقليلاً ـ بل أقل من القليل ـ من المصاحف من ينبه على هذا.
ومما ينبغي الوقوف عليه قوله تعالى في سورة القتال :( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم )، ولا توصل أبداً بقوله :(وأملى لهم ) ؛ لأن الإملاء تأخير الآجال وليس ذلك في يد الشيطان، وإنما معنى ذلك : الشيطان سول لهم وأخَّر الله آجالهم ليَعظُمَ ذنبهم، ولكن جميع القراء يقولون :(الشيطان سول لهم وأملى لهم ) وهذا من الخطأ بمكان، وليس في جميع المصاحف الإشارة إلى هذا الوقف أبداً.


الصفحة التالية
Icon