الوقوف على كلمة ( كلا )، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في النصف التحتي منه ثلاثا وثلاثين مرة، وخلا منها النصف الفوقي، وقد جوَّز معقل بن يسار وسيبويه الوقف على جميع كلا، وفيه نظر، وقال أهل الأداء : الوقف على ( كلا ) نوعان : نوع من قبيل الحسن والكافي، ونوع من قبيل التام، ولنبين ذلك جيداً فنقول :
أما التام في ( كلا ) فخمس مواضع :
الأول والثاني : في سورة مريم :( أطّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً. كلا ) وقوله ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً. كلا ).
الثالث والرابع : في سورة الشعراء :( ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون. قال كلا ) و( قال أصحاب موسى إنا لمدركون. قال كلا ).
الخامس : في سورة سبأ :( قل أروني الذين ألحقتم به شركاء. كلا ).
فهذه الخمس مواضع الوقف عليها من الوقوف التامة لا محاله.
وثَمَّ تسع مواضع الوقف عليها إما حسن وإما كافٍ وهي :
الأول : في سورة المؤمنون :( قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت. كلا ) الوقف عليه كافٍ.
الثاني والثالث : في سورة المعارج :( ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه. كلا ) ( أيطمع كل امرئ أن يدخل جنة نعيم. كلا ) الوقف على هذين كافٍ.
الرابع والخامس : في المدثر :( ثم يطمع أن أزيد. كلا )، ( أن يؤتى صحفاً منشرة. كلا ) والوقف عليهما كافٍ.
والسادس :( كلا. لا وزر ) في بسورة القيامة والوقف عليها حسن، وينبغي وصلها بـ ( أين المفر. كلا )، وكذلك كل أنواع كلا الموقوف عليها ينبغي وصلها بما قبلها.
والسابع :( قال أساطير الأولين. كلا ) وتستأنف ( بل ران ) بالتطفيف وهو من قبيل الحسن.
الثامن :( فيقول ربي أهانن. كلا ) بسورة الفجر وهو حسن.
التاسع في سورة الهمزة :( يحسب أن ماله أخلده. كلا ) وهو حسن.
هذا ما أخبر به أهل الأداء في الوقف على ( كلا )، وأما باقيها فلا وقف عليها إلا في رأي سيبويه ومعقل بن يسار، ولم يؤخذ به.