أي لابد أن تعرف الوقف والابتداء.
والوقف يقسم إلى أقسام ثلاثة : تام، كاف، حسن.
وإنما قال :( والابتدا ) لأن من الناس من يحسنون الوقف ولا يحسنون الابتداء كأن يقول مثلاً ( يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ) ويضيق نفسه فيبدأ :(وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم ) فالابتداء قبيح.
لذا لابد من معرفة الابتداء كما تُعرف الوقوف.
ومثل قوله :( ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله ) ثم يبدأ :( ولد الله وإنهم لكاذبون ) فهذا ابتداء بقبيح.
ومثل قوله :( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ) ثم يبدأ :( إني كفرت بما أشركتموني ).
من أجل هذا قال الناظم :
لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ... وَالابْتِدَاءِ.................
قال الناظم :
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ... تَعَلُقٌ.......................
وهو أي الوقف التام الذي لا يوجد تعلق له بما قبله ولا بما بعده لا معنى ولا لغةً.
وقوله :
.................... أَوْ كَانَ مَعْنَىً فَابْتَدي
فَالتَّامُ فَالْكَافِي.....
يعني الأول هو التام، والذي تعلق بما قبله أو بما بعده معنا فهو الكافي.
وقوله :
............ وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ.................
أي الذي تعلق بما قبله وبما بعده لفظاً ومعنىً فامنع الوقوف عليه إلا رؤوس الآي، فقد جاز ذلك.
........ وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ... إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ.....
واسم هذا النوع الحسن.
فما لا يتعلق : تام، وما تعلق بمعنى : كافٍ، وما تعلق بمعنى ولغة : حسن، ولا يوقف عليه مع طول النفَس إلا على رؤوس الآي، فإن ضاق النفس أُبيح.
وقوله :
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ | يوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ |