وتقع في مصدر الفعل الخماسي كقوله ( لا انفصام لها )، وأيضاً في مصدر الفعل السداسي كقوله ( استكباراً في الأرض )، وقِس على ذلك، وأيضاً في تعريف الأسماء، كالقمر والشمس والليل ونحو ذلك.
أما في الأفعال الماضية فلا تقع إلا في الفعل الخماسي، نحو قوله ( انطلقا ) وفي السداسي نحو( استخرجها ) ولا تقع في الرباعي نحو( أكرم ) ولا في الثلاثي نحو( أمر)، فمحلُّ ذلك همزة القطع، وحركتها في الفعل الماضي إن بدأت بها مكسورة، وفي فعل الأمر تقع في الثلاثي منه نحو ( اضرب )، وفي الفعل الخماسي نحو( انطلق )، وفي الفعل السداسي نحو( استكبروا )، ولا تقع في الأمر الرباعي نحو( أكرم ) فمحل ذلك همزة القطع.
وفي حكمها تفصيل :
فإن كان ثالث الفعل مضموماً نحو: اقتل، اخرج، انظر، اعضض، بشرط أن تكون الضمة أصلية بُدئ بها بالضم.
وإن كان ثالث الفعل مكسوراً كسرة أصلية أو مفتوحاً فتحة أصلية نحو: اضرب، استغفر، اتّبع، اعلم، بُدئ بها بالكسر، وقلنا إن كان مفتوحاً بُدئ فيه بالكسر مخافة التباس فعل الأمر بالمضارع ومن أجل ذلك كسرناه في البدء.
وثمة أربعة أفعال في القرآن الكريم ثالثها مضموم، ولكن يُبدأ فيها بالكسر، وهي :
أولاً :( ائتوا ) لأن أصلها ائتيوا.
ثانياً :( امشوا ) لأن أصلها امشيوا.
ثالثاً :( اقضوا ) لأن أصلها اقضيوا.
رابعاً :( ابنوا ) لأن أصلها ابنيوا
و بُدئ فيها بالكسر لأجل الياء المحذوفة.
هذا ولا تأتي همزة الوصل في فعل مضارع أبداً، ولا في أي حرف غير لام التعريف، فاعلم ذلك.
قال الناظم :
وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ | إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمْ |
وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي | لاسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرَهَا وَفِي |