فهناك تاء الخطاب، وتاء المخاطب، وتاء الإخبار، وتاء الفعل، وتاء الفاعل، وما إلى ذلك مما يعتني به أهل النحو والبلاغة، وهذا كله لا يهم القارئ في شيء، ونعني بها التاء الملحقة بآخر الأسماء والتي يوقف عليها بالتاء.
والتاء التي يعتني بها القراء في القرآن الكريم خمسة أنواع :
أولها : تاء التأنيث الممدودة كـ ( الصلاة، والزكاة، والحياة، وتقاة ) يوقف عليها بالهاء وتوصل بالتاء، وقد سبق بيانها في باب المد والقصر.
النوع الثاني : تاء التأنيث غير الممدودة كـ ( الصاخة، والطامة، والقيامة، واللوامة، وعبرة، ومائة، ووجهة) وتسمى هاء تأنيث غير ممدودة عارضة للسكون، وليس فيها روم ولا إشمام، ويوقف عليها بالهاء وتوصل بالتاء.
النوع الثالث : تاء جمع المؤنث : كـ ( صالحات، مؤمنات، ثمرات، و جنات )، وهي مد عارض للسكون كما تقدم، وتاء وقفاً ووصلاً إلا في كلمات سنوضحها بعد قليل، وهي التي عناها الإمام ابن الجزري بقوله :
........... وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ جَمْعًا وَفَرْدًا فِيْهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
وستأتي.
النوع الرابع : تاء الفعل المؤنث : وهي التي تأتي لتأنيث من وقع عليه الفعل لا لتأنيث الفعل، كقوله ( انفطرتْ ) ( انكدرتْ ) ( كُوِّرتْ ) ( انشقت ) ( علمت ) (أحضرت) ( قالت ) وتُسمى ساكن أصلي، وكذلك نحو( لا تنهرْ ) ( لا تقهرْ ) ( فاعلمْ ) كل ذلك يسمى ساكن أصلي، فأصل كُوِّرت : كُوِّر، وإنما أُنِّثَت للشمس التي وقع عليها التكوير، وأصل انفطرت : انفطر، وإنما أُنِّثَت للسماء التي وقع عليها الانفطار، وأصل انشقت : انشق، وإنما أُنِّثَت للسماء التي وقع عليها الانشقاق، وأصل أحضرت : أحضر، وإنما أُنِّثَت للنفس التي أحضرت إن أحضرت خيراً أو شراً، وهكذا لذا قلت أنها تأتي لتأنيث من وقع عليه الفعل.


الصفحة التالية
Icon