واعلم- أخي القارئ- أكرمك الله أن حكم لام الفعل في الماضي الإظهار مطلقًا، أما في فعل الأمر والمضارع فحكمها الإظهار، إلا إذا وقع بعدها حرف الراء أو اللام، وكانت اللام الساكنة قبلها متطرفة فيكون حكمها الإدغام، مثل: فعل الأمر في: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ( (٦٥)، ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ( (٦٦)، وفعل المضارع في: ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ ( (٦٧)، ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا( (٦٨).
ولذلك يقول الناظم- رحمه الله:
وأظهرن لام فعل مطلقًا
في نحو قل نعم وقلنا والتقى
وسبب إدغام اللام في اللام هو التماثل، وسبب إدغام اللام في الراء هو التقارب.
ثالثًا: لام الاسم:
وهي اللام الساكنة التي تكون في الأسماء، مثل: سلْطان، ملْك، فلْك، ألْسنتكم، ألْوانكم. فحكمها الإظهار مطلقًا؛ لأنها لا تأتي متطرفة، أي في أواخر الكلام مثل لام الفعل.
رابعًا: لام الحرف:
اعلم أخي القارئ أن لام الحرف الساكنة لم تأتِ في القرآن الكريم إلا في كلمتي (هلْ- بلْ)، مثل: هل يستطيع، بل هم.
وحكمها الإظهار المطلق إلا إذا جاء بعدها حرف اللام أو الراء، مثال:
( هَلْ لَكُمْ ( (٦٩)، ( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا ( (٧٠)، وهذا مثال اللام.
(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ( (٧١)، وهذا مثال الراء.
فحكمها الإدغام، ويستثنى من هذه المواضع موضع (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ( (٧٢)، وذلك بسبب السكت على لام (بلْ) لراوية حفص عن عاصم، والسكت يمنع الإدغام.
ملحوظة: اعلم أخي القارئ أنه لم يأتِ بعد (هلْ) راء في القرآن الكريم.
خامسًا: لام الأمر:
وهي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة، ويأتي بعدها فعل مضارع، وتكون مسبوقة بالفاء، مثل: ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً ( (٧٣)، أو ثم مثل: ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ( (٧٤)، أو الواو مثل: ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( (٧٥).