١-الوقف التام: وهو الوقف على ما تم معناه، ولم يتعلق فيما بعده لا بالمعنى ولا باللفظ. وهذا النوع دائما ما يكون في نهايات القصص القرآني، وعلى رءوس الآيات وفي أواخر السور، مثل: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: (ُ وأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ((٧٦) فهذا وقف تام لأنه تم معناه ولم يتعلق فيما بعده، لا معنى ولا لفظ، لأن الآية التي تأتي بعدها تقول: ﴿إن الذين كفروا سواء عليهم﴾ فلا صلة بين المفلحون والكافرون.
حكمه : يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعدها ولا خلاف في ذلك. وسُمي تام لتمام الكلام به.
٢-الوقف الكافي: وهو الوقف على ما يستقيم به المعنى في ذاته، وتعلق فيما بعده معنى لا لفظا. وسُمّي كافيا للاستغناء به عما بعده، ويكون الوقف الكافي على رءوس الآيات وفي وسط الآيات، أو قريبا من أوائل الآيات. مثل الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ((٧٧) فهو وقف كافٍ ولكن ما بعده أكفى منه، وهو: ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ((٧٨) وما بعدهما أكفى منهما ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ((٧٩) ومن ذلك يتبين لك أخي القارئ أن الوقف الكافي درجات في كفايته. كافي، وأكفى، وأكفى منه. وحكمه يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده.
٣-الوقف الحسن : وهو الوقف على ما يستقيم به الكلام، وتعلق فيما بعده معنى ولفظاً وسُمّي حسن لأنه يحسُن الوقوف عليه، مثال: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب((٨٠) فيحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، لأنه متعلق به لفظا ومعنى.
وحكم الوقف الحسن هو: يحسن الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده، إلا إذا كان هذا الوقف على رأس آية فيجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده، وذلك لأن الوقوف على رءوس الآيات سُنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


الصفحة التالية
Icon