أما إذا كان التعلق شديد بين الآيتين بمعنى أنهم يكمل بعضهم بعضا، فقال العلماء في ذلك أنه يجوز للقارئ الوقف على الآية وذلك اقتداء بالسنة ثم العودة للآية ووصلها بما بعدها، وذلك إتماما للمعنى. مثال: قوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ((٨١) فيجوز للقارئ الوقف على الآية الأولى اقتداء بالسنة، ثم يرجع ويصل الآيتين إيضاحا للمعنى.
٤-الوقف القبيح : وهو الوقف على ما لا يُفهم معناه دون غيره، مثل: الوقف على المضاف دون المضاف إليه أو الجار دون مجروره، أو على الموصوف دون صفته، أو على المعطوف دون المعطوف إليه، أو على المبتدأ دون خبره.
وسمي قبيحاً لعدم إفادته للمعنى. وهذا الوقف يقبِّح القراءة. وحكمه عدم جواز الوقوف عليه. إلا للضرورة. كضيق النفس أو العطاس... إلخ.
مثال: الوقف على كلمة ( الْحَمْدُ ( دون وصلها بكلمة ( لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((٨٢).
٥-الوقف الأقبح : وهو الوقف على ما يُفهم منه معنى شنيع يغير معنى القرآن، كالوقف على قوله تعالى: ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاة((٨٣) أو ( وَمَا مِنْ إِلَهٍ ((٨٤) أو ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ((٨٥) وحكم هذا الوقف حرام بالإجماع. ومن تعمده عالما بحكمه فقد كفر بالله. ويأتي على قبيل هذا الوقف الأقبح، الابتداء الأقبح الذي يفهم منه معنى مخالفا لما جاء به القرآن. أو معنى شنيعا كالابتداء بقوله( إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ((٨٦) أو ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ((٨٧) وهذا الابتداء يحرم البدء به ومن تعمد هذا الابتداء فقد خرج من الملة.
وإليك دليل الوقف من متن الجزرية، يقول الإمام الجزري :
وبعد تجويدك للحروف
والابتداء وهي تقسم إذا
وهي لما تم فإن لم يوجد
فالتام فالكاف ولفظا فامنعن
وغير ما تم قبيح وله
وليس في القرآن من وقف وجب
٠٠
٠٠
٠٠
٠٠
٠٠
٠٠
لابد من معرفة الوقوف
ثلاثة تام وكاف وحسن


الصفحة التالية
Icon