اعلم أخي القارئ العزيز أن هذا الباب من أهم أبواب علم التجويد، ولا بد من معرفة ما رسم بالحذف والإثبات من حروف المد الثلاثة (الألف، الواو، الياء) حتى يتمكن القارئ من القراءة الصحيحة للقرآن الكريم. وهذا الباب أخي القارئ يتكلم عن حروف المد الثلاثة (الألف، الواو، الياء) من حيث الرسم العثماني الذي هو ركن من أركان القراءة الصحيحة، فلا بد من معرفة ما رسم حذفًا وما رسم بالإثبات؛ حتى تتعرف على كيفية الوقف على هذه الحروف، وكيفية الوصل بما بعدها، وسوف نوضح لك أخي القارئ فيما يلي حالات الحذف والإثبات، وحكم كل حالة منها.
أولاً: الحرف الثابت في الرسم والوصل، مثل: ( قَالا رَبَّنَا ((٢٨٦)، ( إِنِّي مَعَكُمْ((٢٨٧)، ( قَالُوا خَيْراً ((٢٨٨)، فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأنها ثبتت رسمًا ووصلاً.
ثانيًا: الحرف المحذوف في الرسم والوصل، مثل: ( وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ((٢٨٩)، ( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ ((٢٩٠)، ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ((٢٩١). فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالحذف لأنها رسمت بالحذف، واتباع الرسم سنة في القراءة. والكلمات في الأمثلة الثلاثة السابقة هي (يخش، الجوار، ادع).
ثالثًا: الحرف الثابت في الرسم والمحذوف في الوصل، مثل: ( كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ((٢٩٢)، ( نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ((٢٩٣)، ( مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ ((٢٩٤). والحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأن هذه الحروف رسمت خطًا في المصحف، واتباع الرسم سنةً كما أشرنا سابقًا.
رابعًا: الحرف المحذوف في الرسم والثابت في الوصل، مثل: ( إِنَّهُ هُوَ ((٢٩٥)، ( بِهِ بَصِيراً((٢٩٦). فحكم الوقف في هذه الحالة هو الحذف؛ لأن هذه الحروف لم تثبت رسمًا في المصحف، وإنما هي إشباع الصلة لها، ففي المثالين تثبت وصلاً وتحذف وقفًا.