ومما سبق يتضح لك أخي القارئ أن حكم الوقف في هذه الحالات الأربع السابقة إنما هو تابع للرسم لا للوصل، أي أننا لا نقف على الحرف من حيث حذفه وإثباته في الرسم، فإن كان الحرف ثابتًا رسمًا كان الوقف عليه بالإثبات، وإن كان الحرف محذوفًا رسمًا كان الوقف عليه بالحذف.
ويستثنى من هذه القاعدة الكلمات الآتية:
١. كلمة "سلاسلا" في سورة الإنسان. فالألف الثانية فيها رسمت بالإثبات مع أنه يجوز فيها الوقف بإثبات الألف وبحذفه.
٢. كلمة "ءاتان" في سورة النمل، فالياء فيها محذوفة رسمًا مع أنه يجوز الوقف عليها بإثبات الياء وبحذفها أيضًا.
٣. كلمة "ثمودا" في مواضعها الأربعة: ( أَلا إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُمْ( (٢٩٧)،(وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ ( (٢٩٨) (وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ( (٢٩٩)، (وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ( (٣٠٠). وهذه المواضع الأربعة رسمت في الألف بالإثبات لكنها محذوفة وصلاً ووقفًا. والحكمة من رسمها في المصحف هو احتمال قراءة من ينون كلمة (ثمودا) من القراء العشرة، فإذا وقف عليها وقف بالألف.
وفيما يلي أخي القارئ سوف نبين حالات حروف المد الثلاثة، كل على حدة من حيث الإثبات والحذف.
أولاً- الألف:
أ. أحوال إثبات الألف في الوقف دون الوصل وجوبًا كرسمها:
١. تثبت الألف في كل ما رسم بالإثبات وحذف وصلاً للتخلص من التقاء الساكنين، مثل: ( وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ ( (٣٠١).
٢. تثبت الألف في لفظ "أيها" عند الوقف عليها في جميع ما وقع في القرآن إلا في ثلاثة مواضع يجب الوقوف عليها بالحذف، وهي: ( أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ( (٣٠٢)، و ( يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ( (٣٠٣)، و ( أَيُّهَ الثَّقَلانِ( (٣٠٤). وما عدا هذه المواضع فالوقف عليها بالألف مثل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((٣٠٥).