يحيد عن مدلولها، ويتطلب الهدى في غير ما أنزل الله، ولا يجد ما يعبر به عن ذلك أصدق من قول الله تعالى: ﴿انظرْ كَيْف نُصَرّف الآياتِ ثُمّ هُم يَصْدِفُون﴾ ١.
أهمية دراسة مثل النور:
إن الأغراض المباركة التي يحققها مثل النور، والتي أكسبته تلك الأهمية العظيمة، توجب على علماء السنة العناية الفائقة به: بشرحه، وتبسيطه، ونشره بين الناس، وإبراز أقوال علماء السلف، والمفسرين المهتدين بأقوالهم، وشواهده من الكتاب والسنة، لتعم بركاته، ويتحقق نفعه في تشويق القلوب للعلم والإيمان والنور، وإيقافها على الطريق الموصل لذلك من دلالة المثل.
ولم أقف على من أفرد هذا المثل بدراسة متكاملة، تعتني بإبراز المعاني الإيمانية، وإيضاح الفوائد العلمية التي ينطوي عليها.
وإن كان مجموع كلام المفسرين والعلماء الذين تناولوا المثل على فهم السلف الصالح، فيه خير كثير. ٢

١ سورة الأنعام آية (٤٦).
٢ من أولئك الإمام ابن القيم- رحمه الله - حيث ذكر فوائد هامة حول المثل في بعض كتبه مثل: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص (٧-١٢)، وكتاب الأمثال - المنتزع من كتاب إعلام الموقعين - ت: سعيد محمد نمر الخطيب ص (١٩٧-٢٠٠).
وقد نقلت كلام بعض العلماء والمفسرين في معرض دراسة هذا المثل، وبينت في الهامش مراجعها مما يغني عن إعادة ذكرها هنا.


الصفحة التالية
Icon