إلا أن تلك الجهود السُنِّية قوبلت بجهود كبيرة من العلماء والمفسرين الزائغين عن المنهج الحق في دراسة المثل والميل بمدلولاته عن الحق، وأخطر تلك الجهود التي استهدفت الميل بدلالة المثل عن الحق، ذلك الكتاب المنسوب إلى أبي حامد الغزالي١، بعنوان [مشكاة الأنوار] والذي عمد فيه مؤلفه إلى تفسير المثل تفسيراً باطنيا، جعله بذلك أساسا للضلال

١ أبو حامد محمد بن محمد الطوسي الغزالي، ولد سنة ٤٥٠هـ، كان متذبذب الديانة، بدأ بعلم الكلام، ثم خاض غمار الفلسفة بمختلف فروعها، ثم استقر أمره على الفلسفة الغنوصية الصوفية الاستشراقية، وألف آخر كتبه وأشهرها عليها مثل: إحياء علوم الدين، وميزان العمل، والمنقذ من الضلال، ومشكاة الأنوار، وغيرها... وقد أنكر عليه جملة من العلماء جسارته على القول على الله بلا علم، واعتماده الأحاديث المكذوبة الواهية، وغير ذلك من المخالفات منهم: ابن الجوزي، وابن الصلاح، وابن شكر، وابن العربي المالكي، وابن تيمية وغيرهم كثير. توفي سنة ٥٠٥ هـ.
انظر: شذرات الذهب، (٤/١٠) والبداية والنهاية، (١٢/١٧٣)، وكتاب مشكاة الأنوار، تصدير المحقق: د. أبو العلاء عفيفي، وكتاب أبو حامد الغزالي والتصوف، لعبد الرحمن دمشقية، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، ط: الأولى ١٤٠٦ هـ.


الصفحة التالية
Icon