البعيد، ومستنداً للقائلين بوحدة الوجود.
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن هذا الكتاب: "وهذا الكتاب كالعنصر لمذهب الاتحادية القائلين بوحدة الوجود...."١.
وقال محقق كتاب٢ [مشكاة الأنوار] :
"وهكذا وصل الغزالي في نهاية تفكيره إلى نظرية أشبه ما تكون بنظرية وحدة الوجود، ومن العسير صرفها عن هذا المعنى إلا إذا اعتبرت أقواله من قبيل الشطح الصوفي٣، ولم يؤثر عن الغزالي أنه كان من

١ بغية المرتاد، في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد، من القائلين بالحلول والاتحاد، لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق /د. موسى بن سليمان الدويش، مكتبة العلوم والحكم، بالمدينة النبوية، الطبعة الأولى، ١٤٠٨ هـ.
٢ د. أبو العلاء عفيفي.
٣ الشطح: من مصطلحات الصوفية، وهو عندهم: "قول كلام أجوف بلا التفات ومبالاة، مثل الكلام الّذي يقوله الصوفية عند غلبة الحال والسكر. فلا قبول لهذا الكلام ولا ردّ، ولا يُؤخذ به، ولا يُؤاخذ صاحبه". [كشاف اصطلاحات الفنون، لمحمد التهانوي ٤/٩٤].
وزعمهم أنه لا يُردّ ولا يُؤاخذ صاحبه، باطل. بل كل ما خالف ما جاء به النبي ﷺ فهو مردود باطل، ويُؤاخذ صاحبه بما يستحقه من الحدّ أو التعزير، إلا إذا كان مرفوعاً عنه القلم، وليست الحالة التي ذكروها من الحالات التي يُرفع فيها القلم عن المكلف.


الصفحة التالية
Icon