أصحاب الشطحات، فهو يقرب قربا عجيبا من أصحاب وحدة الوجود حينما يقول:
"إن العالم بأسره مشحون بالأنوار... ثم ترقى جملتها إلى نور الأنوار ومعدنها ومنبعها الأول، وأن ذلك هو الله تعالى وحده لا شريك له، وأن سائر الأنوار مستعارة، وإنما الحقيقي نوره فقط، وأن الكل نوره، بل هو الكل، بل لا هوية لغيره إلا بالمجاز... بل كما أنه لا إله إلا هو، فلا هو إلا هو. لأن "هو " عبارة عما إليه إشارة كيفما كان ولا إشارة إلا إليه١". ٢
وقال المحقق أيضا: "أما لماذا قصر الغزالي التشبيه الوارد في الآية على النور الإلهي الظاهر في الإنسان دون سائر المخلوقات، مع أنها تنص على أن الله نور السماوات والأرض، أي نور كل ما في الوجود من أعلاه إلى أسفله، فذلك لأن الإنسان في نظره هو الموجود الوحيد الذي يتجلى فيه النور الإلهي في جميع مراتبه، في حين أنه لا يتجلى في غير الإنسان إلا في بعض المراتب...

١ مشكاة الأنوار، لأبي حامد الغزالي، ص (٦٠)، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، ١٣٨٣. طبعت لحساب: وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصر.
٢ مشكاة الأنوار، تصدير المحقق، ص (١٤).


الصفحة التالية
Icon