عليها ولم يوجد ما يعارضه ويقتضي حصول ضده.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "فقد تبين دلالة الكتاب والسنة والآثار واتفاق السلف على أن الخلق مفطورون على دين الله الذي هو معرفته والإقرار به ومحبته والخضوع له، وأن ذلك موجب فطرهم ومقتضاها، يجب حصوله فيها إن لم يحصل ما يعارضه ويقتضي حصول ضده... وحصول الحنيفية والإخلاص ومعرفة الرب والخضوع له لا يتوقف أصله على غير الفطرة، وإن توقف كماله وتفصيله على غيرها. وبالله التوفيق"١.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مبينا الأمور التي ركزت في النفوس وجبلت عليها في تعقيبه على حديث "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم": "فأخبر أنه خلقهم حنفاء، وذلك يتضمن معرفة الرب، ومحبته، وتوحيده، فهذه الثلاثة تضمنتها الحنيفية، وهي معنى قول "لا إله إلا الله ""٢.
وهذه الأمور التي تضمنتها الفطرة هي أصل التوحيد الذي هو أصل الإسلام، فالفطرة تتضمن أصل التوحيد وتستلزم مقتضاه وهو الدين

١ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص (٦٠٤)، دار التراث، القاهرة، الطبعة الأولى.
٢ مجموع الفتاوى (١٦/٣٤٥).


الصفحة التالية
Icon