وأعمال الإسلام.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في هذا المعنى: "... فلا بد أن يكون في الفطرة محبة الخالق مع الإقرار به.
وهذا أصل الحنيفية التي خلق الله خلقه عليها، وهو فطرة الله التي أمر الله بها...
فعلم أن الحنيفية من موجبات الفطرة ومقتضاياتها، والحب لله والخضوع له والإخلاص له هو أصل أعمال الحنيفية"١.
وقال أيضاً: "وإذا قيل: إنه ولد على فطرة الإسلام، أو خلق حنيفاً ونحو ذلك، فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾ ٢، ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام، لمعرفته ومحبته.
فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له.
وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة، إذا سلمت عن المعارض.
وليس المراد مجرد قبول الفطرة لذلك أكثر من غيره، كما أن كل
٢ سورة النحل آية (٧٨).